الجمعة، 26 أغسطس 2011

نشيد الفجر السوري



أناشيد الفجر السوريّ


(قاشوش حنجرة السماء)

خوذات سحرنا
وحدائق المساء
وعباب بحرنا
كل الحوائج ملكَنا في هذه اللحظات
وقاشوش حنجرة السماء
وحماة قوس البدايات
فلنملأ الرحل بفائض الطلقات
ودمائنا تجبي عليلنا
والنجم ينتحب
والليل يلثم دربنا
ونهارنا نبتاعه بعظامنا كي نقترب
في حينا غيم تزاورنا .. ولا تقرئنا السلام
في حيّنا يتكور القمر اجتهادا
ويموت عشق الناس ...
يلمس ترابك المتوهج كي ينتصب
من تحت قطر الصلب نكسر صورةً
ونجندل اللات
بالنعل نتخم أربعين عاما
قد حان وقت ربيعنا
قد حان وقت رحيلكم
ودمائنا خضراء ملئ....وضوحنا
ودمائنا لرحيلكم
****
في حضرة الموت المعبأ بالحياة
نَرْقي وجودكم....
من زيتنا المقدس بالرصاص
ونبين الأبعاد بالعشق المعشق بالشظايا
من جرحنا العالي ,... نروي صحاريكم
قربان رايات العرب أشلائنا
ونموت وحدنا
فيروز تونس في اللاذقية
ولمصر شمسٌ في حلب
ودمشق ريحان السماء لمكة
و دمشق عشقي...
والبنادق ترصدُ عشقي
عشقي دمشقيٌّ
والقلب جاوز حلقي
تفنى بنادقهم......
ولا تفنى دمشقي.
ومدينتي تبكي مدينتي
ألفا شهيدٍ في مدينتي
"ولا يحكمنا الجحيم غداً"
****
يا شعلة الروح الأخيرة
الريح ترمينا
والقلب يشوينا
لملم غبارك وانصرف
سافر بجوانحك فينا
واسكن حكايتك العتيقة لحظة
وتعال و أملئ أفقنا غماما
مطرا يلملم شوقنا
ناقوس نصرٍ يصعق الرخام في حدقاتنا
قسماً يهزّ الأرض
قسماٌ بأن نحيا ونحيا,
نحيا و تحيا شامنا
****
(درعا )

في الطريق جنوبا
من خلف أكتافي يبان القمر
وعلى حواف الشارع الأسود ...
يسير الموت
يمضي إلى حقولنا
يمضي ولا ريحٌ ...ولا عصفٌ....
لا ضجر
وأنا ودرعا زهر برتقال,
وزقاقنا أهزوجة الأطفال :-
أحلامنا هواءٌ
و نسيمنا أعلام
كلماتنا قنابل
و صواريخنا أقلام
دمائنا سنابل
و انسحابنا أوهام
****
وتعلمت درعا جميع الأسماء
فمن الورود إلى الوجود
ومن الفناء إلى البقاء
حوران تكتبها ........
ويشرحها المطر
وأنا ودرعا حقل نخيل
ظرف الزّمان المستحيل
ودرعا حديث الأنبياء,
درعا تعلّب غزاتها
وتعتق شمس العرب
درعا كتائب عشقٍ
و مفارزُ غضب
****
وشامنا تعويذة الوضوح...
تمزقُ وجه النذير المستعار ......
وتشكر الله على المطر
لن نَعْتِقَ المطر
حتى يقول لنا بأي سماءٍ ترك النهّار
من عندنا يبدو النهار
وتعود مكة إيلافها
وينتهي جيش التتار...
ونحرق أبجدية الحديد
وتتوحد الأعناق بالأشجار
رغم انفجار الأسمنت في أرجائنا
وتطاير النجمات من أقداحنا
نعلق أسمائنا على الشام
وعلى جبين الفرس نعلي فجرنا
حتى تتم المآذن انعتاقها
حتى يبلغنا المسيح السلام
حتى يضيق العرش بالعبيد
كي يخرج الشهداء من أحلامهم
ويعلقون معاطفهم على سواعدنا
ويشاركونا كعكة العيد
***
(الحراس)


ولنا هنا حراسْ...

يتمترسون على جثتي...

ويعتقلون جماجمنا
وبساط جدتي
وحنيننا "كفاف يومنا"
وجناح عصفور تكسر.
كي يبصروا الجولان,
عند انشطارها نحو الغرب أكثر
ولنا على أكتافنا حراس....
نقتلهم ...
إذا لم نرمهم بالرصاص
يقترفون كينونتهم
يحمون نيروزا و موعودا
وننفذ عدل الله
وننفذ عدل الله ...يا حارس النجمة.
يــــا قائد الحرسِ
عينك على بيروت !
قلبك على القدسِ !
.قلي بربِكْ....
ما بال لحمي بكفك,
كيف و دام ظلُكْ .....
دمي على وجهِكْ !!.
*****
ولنا هنا حرسٌ , لِما تميل روما يميلُ
ويقول عدنانٌ و ذبيانٌٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ,وعبسٌ عبسنا
وظروف أزمانٍ, وأمكنةٍ مناسبةٍ
وحقوقُ ردنا
علل - ولا ظلّ إلا ظلنا-
أشباحكم في أحلامنا؟
ورصاصكم في محجرينا؟
رحماك ربي..
"إن البقر اشتبه علينا"
***


(جمعة النصر, القصر)

منذ الظهيرة نقتل
وغبارنا يملئ الغيم بالأمنيات
وتذوب أضلعنا بكسرة الجدار
نتناول الشاي بالشظايا
ونَعُدًّ أنفسنا بعيد لحظاتْ
من انقطاع الكهرباء واهتزاز البنايات
ندنو لنعرف قتلانا
وتضيق أضلعنا ويتسع الدمار
منذ الظهيرة يستمر القصف
يتكدس القتلى على الطرقات
ولاشيء غير الانتظار
وتبعثر الأشباح حجرتي
بحثاً عن الرغبة المقدسة
والصرخة المندسة .
في حنجرتي
منذ الظهيرة نقتل
ويطول ليلنا
ويطول صمتك يا حبيب الروح
ويطول صبر الله
يا الله البر لنا وعلينا القسم
قسما بان نحيا ونحيا
نحيا وتحيا شامنا
وتحيا حوارينا,
كن شعلة الروح
واطلق زوابعك ينحني البحر
و ابدأ طوفانك
يتراجع الجيش المزور من حفيف نعليك,
وينكسر الجحيم على يديك
هي جمعةٌ للفجر
هي جمعةٌ للقصر
حتى يعود الوقت للربيع
وتقول أعرابٌ وما كنا,
وكنا, عندما كانت عينيك..
هي جمعةٌ للنصر
هي جمعةٌ للقصر
ولعينك الغضى أغني
لكفيك المعلقتين
في الشمس والاندثارِ
ولعشقك المهلهل بانفجاري
كن أفقنا ساعة
حتى يبان الخيطان من الظلامْ
كي تقنع الجو الثقيلِ بالانحسار
كي تهرب الرصاصات
من سرب حمامْ
وتضيع دباباتهم في كف غلامْ
كن شعلة الروح ساعة
كي يسقط النظام
****
ثائر جبر