الاثنين، 18 فبراير 2013

قلت للونا


تحت المطر العصبي 

وقنابل عصرٍ منسي 

كنت أناديك من قلب العتمة 

مخنوقاً بحروفٍ من سطرٍ عربي 

من غرف عبيد السفن الكبرى 

مكلوماً كنت أناديكِ 

في الصحراء الغرقى في بحر النفط 

وردائي الخيمة 

مكسوراً كبقية أسنان المشط 

كنت أنادي لونا المحزونة 

 مجنونا ...كنت أنادي غيمة 

من بين حناجر مدفونة كخناجر في صدري 

لا ألمس صوتي 

وأناديكِ كي أبرأ من صمتي 

مجنونا... كنت اناديك وأناد الله 

تلثمني الريح ولا تأتي 

*** 

مالت في جلستها وقالت 

- وكان الوقت غروب 

وكانت مثلي, لكن من وطنٍ منهوب 

مثلي تشرب من كأس الغربة 

وكان القمر المخروم يتواطأ معنا - 

وابتلعتْ من جرحي جمرة 

وقالت 

صار الموت بلا معنى 

رحل الأعراب من الصحراء إلى وجه الله 

صارت طيبة في كل بلاد الشام 

وبلاد الشام جحيمٌ يبكي طيبة 

وطيبة تحتفل العام الحالي بغسيل الكعبة 

كنت أراويها عن جدي الإقطاعي قبل النكبة 

عن حلم غناه أيام صباه 

ليموت بأحضان أميرته العذبة 

وأراويها عن ميتته العادية.. 

بعد النكبة, 

كالكلبِ يجرّ العربة 

كانت رائحة القهوة تجمعنا 

وارتشفت من دمّي قبلة 

وقالت 

صار الموت بلا معنى 

كتب الأعراب عن الأرقام 

اخترعوا أصفاري 

فارس تبحث عن رائحة الدم المعصوم 

روما رحلت, 

سكنت في الرعد المحموم 

وكنت أراويها عن بنتٍ تثوي بجواري 

وأنا لا أعزف قيثاري 

هُدِمتْ فوقي داري 

وأنا لا أعزف ناري 

يلدغنا الرعدُ بجوف الصحراء 

ينسكب النيل مصب دماء 

وأنا مغتربٌ بين اللونين 

الأزرق والأزرق 

وفراتي ثغر غناء 

قبل وجه الشمس, 

أضاع الشفتين 



نجلس ونجوم الليل تجالسنا 

والمخبر من خلف الحجرة يسمعنا 

سقط الفنجان لقاع العصر 

نشبت في صدري أظافرها وقالت 

صار الموت بلا معنى 



*** 



كل الكلمات على ثغري تكسوها لحظة موت 

كل دوائر عشقي النارية 

صارت خلفي سنوات شمسية 

وأنا مفقوء العينين أطوف بدائرة الصمت 

أسكن علب صفيحٍ منسية 

كل جيوش الإفطار الرمضانية
تقصفني 

وتدك الخيمة 

كي تلعق جرحي فئران السفن الكبرى 

وأنا أغفو موبوءا بالحب 

لأعاود في عينيك حربا أخرى 

تتراكم في أفقي غيمة 

لا تمطر لكن ينفثإ القلب 

أغفو موبوءا بالجسد المثقب 

لأعاود في عينيك حربا أخرى 

يصحبني البوليس لأعرف جثماني 

أنكر ذاتي وأغافل ضباط الشرطة 

لأعاود في عينيك حربا أخرى 

يا صوتي المبحوح 

أغفو بغيابي

يا ربة أنفاسي الحرى 

أني موجودٌ في أفقٍ مرصود 

على بوابة كهفي شعبٌ مذبوح 

صلي ثانية لأعود 

بل سأعود 

لأخوض بعينيك ملحمة أخرى 


:::
:::
ثائر جبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق