الأحد، 24 فبراير 2013

ماء وملح - صوتية






منْ يَحمل الشمسَ التي تغفوْ بثغْريْ 

يأخذُ النخلاتَ عن كفّي ... 

انا الرحيلُ..ومنْ يلفُّ الأرض بيْ 

أنا البَقاءُ.... ومن هنا لي؟ 

جئتُ الحَنين إلى حَناجركمْ... 

مترجّلا عن أيكة الأحلامِ والرصد 

مترجلا قطعاً من الفخار .. 

في كفي أساطيرُ النهار 

أعشقكمْ 

قطعاً 

وأعشقكمْ كما لو كنت بينكمُ هنا .. 

شيئاً كما لو كنت أنا 

أعشقكمْ .. 

قطعاً تموت من الجسد 

وأراوح الخطوات بين الموت والأبد 

طوبىْ لكمْ, أنا لم أمتْ, 

فلتسْتمرّوا في حواركم 

خيطُ أنا بين الحياةِ وبينكم. 

أرمي بهذا الجسم تحت عيونكمْ 

وأُسائل النيرانَ عن أنفاسكمْ 

قيدٌ يلف ولم يطوقْ غضبتي 

عظمٌ أنا وقد ارتديت سكوتكم 

تهتز دنياكم وأبقى ساكناً في غيبتي 

ويبان عظمي تحت جلدكم 

أستصرخ الموتى بموتي يا دمي التعبْ 

هل تسمعوا صوتي أجبْ 

ذبح الفلسطينيُّ في وضح النهار كما يجبْ 

تعالى يا جسدي الفلسطينيُّ .. 

يا جسدي الهزيلْ. 

كذلك الزّيتون مِثْلكَ لا يَليقُ بأنْ يَكونَ قَتيلْ 





تستصرخ الأمم ..!! 

وتموت كي تحيا الهمم 

"تقدموا تقدموا" 

طلّ الجحيم واقتربْ 

وازداد صمتهمُ 

وصار الوجهُ أبيض واغتربْ 

خيطُ العناكبِ في الكتبْ 

نفرَ الحمامُ عن النحورْ 

وكلما نهضتْ أجازوا حَرفها 

وكلما ناديتُ باسمكِ .. 

دمي انسكبْ 

اللهُ أكبرُ يا عربْ 

اللهُ أكبرُ يا عربْ 

*** 





"تقدّموا تقدّموا" 

لا سامعٌ فيها ولاهم يحزنونْ 

قفْ حيثُ أنت فإنّهم يتقهْقرون 

عاشتْ لنا أعلامُنا 

مغروسةٌ في نحرِنا 

عاشتْ لكمْ جولاتُكم 

بين المطارِ وجوعِنا 

بين البنادقِ والخطاب 

من الجحيمِ إلى العِتاب 

تستعذبون الصحْوَ في طعمِ المَمَاتْ 

المجدُ للحياةْ 

طوبىْ لمنْ سقطواْ 

تَحويْ المزابلُ كلَّ منْ سَكَتواْ 




أمضيْ إليكَ عِظام سجنٍ من سوادْ 

يا موطنيْ 

قربانُ عينيكَ العنادْ 

دمي مراقٌ في الغُيومِ وليْتَنيْ 

أحيا لثانيةٍ لأرجعَ من جديدْ 

مطراً لأروي أرضكَ العطشىْ شهيدْ 

- أنا الذي مُؤجلٌ منْ مولديْ للنّارْ- 

خلقتُ في رحمِ الحِصارْ 

وموْلِديْ منْ جَوفِهِ انفِجارْ 

سنحطِّمُ الأسوارْ 

أمسكْ مدارْ الأرضْ 

واجعلْ منك جمراً في العتومِ يفضْ 

لا مجدَ تحت شمسهِ 

سوىَ مجْدُ أبناء الحياة 

فكنْ شُعاعاً يلهبِ الجسدَ المُسجى حينَ لمسه 

هي ساعةٌ يا موطني 

عهديْ بمثلكَ واقفٌ لا تنحنيْ 

واعلوْ هياكُلنا لمرْقاكَ العَرينْ 

ستظلُّ يَا ابنَ أبيكَ زنْداً لا يلينْ 

أمسكْ مدارَ الأرضِ .. 

أفلتْ كلَّ مرعوبٍ مدارهْ 

هي ساعةٌ يا موطنيْ 

هي ساعةٌ وتزلْزِلُ الأرضْ 

إن أبرقتْ عيْنيكَ في عيْني شَرارهْ 


















:::::


ثائر جبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق