الأربعاء، 14 أغسطس 2013

مكابرة



قالت أتذكر الجبل

وثورة المقل 

والطير لملمت شذا أجسادنا المتشابكة 

أدرت وجهي للسماء برهةً

وقلت ...

 أذكر العصافير معلقاتٍ على أسلاكها الشائكة.



قالت أتذكر الجدار والساقية

وأفرع اللوز عند المقبرة 

لما رمقتني بنظرةٍ مبعثره

عصرت ذقني برهةً

وقلت ...

أذكر الفتاة الباكية

عند ضريح والدها

خاف شعاع الظهر من لعنة الساقية 

اذكر أنني تهت في العقارب الخائفة 

ناديتني في غمرتي

فرأيتني في النظرة الآنفة.



قالت أتذكر الرسالة الضائعة

أقسمت يومها بان تنظم لي قصيدةً عاجية

رأيتك المحارب 

ورأيت نفسي البندقية

ازحت عيني يمنةً لبرهة

وقلت ....

أذكر الجند والطريق

ورسالتي المخملية

ورسم أميَ العتيق

بين يدي الجنود 

اذكر كيف صار ت الانفاس في صدري ...

حريقٌ يتلوه حريق

ولم اعد أرى سوى البندقية.



قالت أتذكر الزيارة الأخيرة 

لما أتيت للمدينة الصماء 

يوم جلست في يديك ملح الظهيرة 

ثم تركت لي الحديث واستمعت بكبرياء

اتذكر القصر الذي شيدته برجاُ من غناء

كيف صار ردماً بكاء

أتذكر الرحيل وقلبك المفزوع.


.. قلت أجل 

اذكر دربي في الرجوع 

عند متاريس المدينه

رأيت مركباتٍ تقطرني

زوجا فزوجا من شموع

أذكر ان جنديةً من الحاجز

أخلت سبيلي عندما 

قارنت التصوير بالوجه 

ولم تجد في الصورة الرسمية

طحالبَ من دموع.


......




ثائر جبر, دفاتر 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق