السبت، 3 أكتوبر 2009

النجم شاليط

دقيقاتان , - مدة فلم بطله العريف شاليط - , كفيلتان بتحرير عشرين أسيرة , وقد يحتاج الأمر الى مسلسل ذو حلقات طويلة "على غرار المسلسلات التركية" لتحرير كافة الأسرى , و ربما يتطلب الأمر أيضا بعض الشخوص (الشلاليط), و لا شك هنا تسجل نقطة لصالح المقاومة.

فلكي تطمئن إسرائيل على أسيرها لدى المقاومة, وتتنفس الصعداء لعدم تأثره باللكنة الفلسطينية, ولتعيد قضية هذا الولد إلى الواجهة الإعلامية العالمية "كمنافس حصري لأشرطة القاعدة", ولتكرس لمواطنيها اهتمامها بهم و برفاتهم , و لتمد بالصبر كل من ضاق ذرعا بغياب شاليط , غير آبهة بمبدأ هيبة الدولة ( مبدأ مشهور في الدول العربية) و لا دعاية المقاومة الفلسطينية , قامت إسرائيل بهذه الخطوة, و للمتأمل ان يعرف بأن تحرير شاليط قد بات بعيداَ من الناحية الزمنية, ولعلها طريقة لا بأس بها –خططت لها إسرائيل- ليهيئ الشعب نفسه لمدة طويلة من الزمن قبل أفول نجم شاليط وعودته إلى إسرائيل.

وفي المقابل ليس الوضع بأحسن حال بل يكاد يكون شاليط عبئاَ ثقيلاَ على الفلسطينيين, و لكنه صيد ثمين بالنسبة للمقاومة (مش كل يوم آسرين جندي), وعليه فأن المطالب الفلسطينية في مقابل إطلاق شاليط تكاد تكون رغبات جامعة لكل فئات الشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية و الاجتماعية, بل يتعدى الأمر بالفلسطينيين لاعتبار شاليط الورقة الوحيدة الرابحة و الضاغطة على إسرائيل, و التي قد تكون كفيلة بتحرير الأسرى الغير قابلين للتحرر في العرف الإسرائيلي , "خصوصا مع ما بات يعرف بالتعثر المزمن لعملية السلام" و مع انحسار تساقط الصواريخ على جنوب اسرائيل و هبوط معدلاتها إلى أدنى من مستوياتها في مثل هذه الأوقات من السنة......

و في سعي إسرائيل للتخفيف من سقف المطالب الفلسطينية, ينقلب هذا السعي على الفلسطينيين جحيما (وجهة نظر الكثير من المفكرين ) , و إن كان ذلك قد يبدو خلطا بين الحالة اللبنانية و الفلسطينية فالحالة اللبنانية سبع سمان و عجفاء واحدة أما الفلسطينية فكل البقرات عجاف, و مع ذلك لا أحد ينكر أن إسرائيل قد ألقت بثقلها العسكري على غزة, فأسر جندي إسرائيلي يكاد يكون من المثاليات صعبة المنال, على الأقل في داخل المنطقة المعروفة بفلسطين التاريخية, وهذه الفكرة التي تحاول إسرائيل تثبيتها في أدبيات العمل الثوري الفلسطيني .

المقاومة بمعناها الفلسطيني المجرد عن أي شبهات خارجية أو أي استثمارات سياسية, استطاعت على مر الزمن كسر النظريات الإسرائيلية , وتحويلها إلى أوهام, وهذا ما تجلى بأسر شاليط "أكثر شخصية شرق أوسطية شهرة".

"الحق يقال" إن إسرائيل أثبتت كدولة ولائها لمواطنيها, فهي لم تدخر وسعها سياسيا و عسكريا و إعلاميا لتحرير شاليط , و استطاعت أن تحصل على معلومات "تريح بال " أم شاليط و أهله و المجتمع الإسرائيلي , و هي بذلك تسجل نقطة في صالحها في معرض الصراع الحضاري العربي الإسرائيلي , وهنا يتسائل الكثيرين لماذا لا تصبح قضايا الأسرى و المفقودين العرب سواءَ كانوا في غياهب إسرائيل أو في غياهب بعض الأنظمة (فلسطينيون أو غيرهم), قضايا رأي عام عربي و عالمي