الاثنين، 20 سبتمبر 2010

"ثائر جبر" روحانية الكلمة في لحظة تأمل: أميمه عبد الله

يجسد الكاتب والشاعر الفلسطيني ثائر جبر روحانية الكلمات في لحظات تأمل , يستعرض خلالها صخب العيش وعبثية الواقائع في زمن القهر المزمن, ويمارس دقائق حياته في هدوء يفسر أحيانا بالثورة, - يتحصن في مواجهة الذات- خلف لوحاته الشعرية, ليروي لنا كلّ مشاهد المعاناة والأماني التي يعيشها الإنسان في بلد محتلّ شكلا أو محتلّ مضمونا.

تدفعه – حتى - الهموم العاديّة للإبحار الروحي في آفاق التأمل, ولا يأبه بمظاهر العصر متمسكا بقناعاته التي يتسلح بها كشاهد على عصره, لينقل لنا مباشرة خوض غمار الحدث في المكان والزّمان, ناقلا بأسلوبه المميّز, نماذج من اللوحات التي تعكس الواقع الأليم لحياة النّاس في ظلّ العولمة, التي تتعامي - عمدا - عن أدنى الحقوق المشروعة للإنسان - أيا كان موطنه - دون إغفال خصوصية المواطن العربي.

يسكن جبر بنيانه الفكري , يحاكي عوالم المعرفة والثّقافة وعوالم الأشباح, الحارات, والحراب, يستعرض بواطن الوعي في عرفانه الذّاتيّ , يستسقي – الأرض و السماء - أفكارا, ليدونها كلمات ترسم أبعاد الإنسان العربي, يخرجها في لوحات فنية انطباعية كما يراها من منظوره الفكري , بعد الغوص في متاهاتها مستكشفا كلّ معالمها و تراكيبها.

يكتب جبر كتاباته الجميلة , ذات الوقع الموسيقي الآسر في قوالب شعرية خاصة , وألوان أدبية لها طابعها المميز , وتعبيراتها الخاصة , التي تؤكد معالم شخصيه فكريّة مميزة.

يجسد رؤياه المستقبلية وفق مفاهيم أدبيّة صافية وشفافة, والتي برزت في نماذج مختارة من وجدانياته المنوّعة, المنشورة هنا و هناك, ما يعكس صورة جليّة لمسارات جبر في رؤى فكرية من نوع آخر ومغاير, يؤكد عليها في كتاباته ورؤيته الفلسفية, والتي تنتظر كشف النقاب عنها في رحلة نقدية, يذهب فيها النّاقد إلى ما هو أبعد من الكلمات, ليتبيّن العمق الإنساني الذي ذهب إليه جبر في عدد من رسائله الموجهة, لقيامة المجتمع الإنساني الحضاري بعيدا عن التجاذبات السلطوية القائمة على النزاعات و التدافع بغرض تدمير نصف الذات ضمن الذات الواحدة...

أميمه عبد الله
عن جريدة البشاير المصرية