السبت، 28 ديسمبر 2013

اللقاء المستحيل



احببتها وتحبني منذ زمن

ولا نلتقي

رسمتها وكانت وطن

- بينما كنت امضي وانتعل الهواء والسراب

حدثتها وأطرقت

ولم نلتقي

طوّفتها وكانت وثن

- بينما كنت امضي وأسكن دارا من خراب

لثمتها وأسندتها الجدار

والتقينا

توسدت زندي وكانت كفن

- بينما كنت نائما التحف التراب

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

نص لا يكفي (2)

لعينين مسافرتين في هذا المساء, حكاية ومدواة حبر وقرطاس, وأفول الكهرباء من أثر الجليد, وحذر شديد على ساعديك المتعبين, وهذا النشيد على الشباك, وذاك الوزير على التلفاز بدت عليه آثار الإنجماد, والطابق السفلي في غزة تحت الماء وكتبي أسماكٌ تسبح في كل الاتجاهات – وجاهدةٌ - تصطادها أمي الطيبة, وأبي في إطاره الخشبي بدى – تحت الماء - مبتسما كما كان في لقطةٍ يتيمةٍ لا زالت على الجدار.

حبيبتي لا أحد يموت بردا غيرنا, فتعالي نتوسّد الرياح, ولا أحد يموت غرقا غيرنا, فتعالي نلتحف موجة عاتية, ولا أحد غيرنا ترجل عن العاصفة لتجتاحه العاصفة, فهلمي إلي بالأطفال وبقايا الخبز وعلبة المستندات الحديدية لنعود لبيتنا القديم على أيكة العاصفة, وليذهب الصحو للجحيم, والمجد للعاصفة ..... المجد للعاصفة

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

نص لا يكفي (1)

عصفوران صغيران على غصن دخانٍ في دمشق, كنا فقيرين معا, أنا وطفلي, واندمجنا لاجئين في عرض البحر مبتلين بضباب الموت بحثا عن لجوءٍ يمتد على مدار النهار دون روائح البارود والليل الموسمي, وعلى تخوم الغال ترنح اسطولنا الصغير, فانسحبنا نفسي بكف نفسي وآهٍ يا ولدي الصغير وصدري عذابات المخيم.

 أما بعد أيها الملكين,
 لقد عاجلنا الموج فصرنا خبرا عاجلا , قطعتان فلسطينيتان التحفتا البحر ونامتا على هامش الحرب والسلام, ونحن أيضا يا سيدي وسيدي بند مؤجل من بنود الحوار, ناهيك يا سيدي عن رقمين في طابور الطحين, ونحن يا سيدي أول من يسقط عن الكرة الأرضية اذا ما اهتز قرن الثور الحزين, ونحن يا سيدي لا نجوع ولا نعرى ولا نموت اذا ما كنا ميتين, نحن يا سادتي لاجئين فلسطينيين ... وكفى

الاثنين، 14 أكتوبر 2013

يا حادي العيس






يا حادي العيس

 دوّن ما تقيّاه المسدّس

خرجت من كأسي المقّدس

وسكنتُ في رسم العَشاء بمتحف الشّمعات

والألم المدنّس

***

شيءٌ من الصّوت..

استعاراتٌ سياسيّةْ..

وزوْبعةٌ من الصمت

تعويذةٌ للموت

ونموت في سوريّةْ


***

لا شيء يحكينا على بوابة العاصمه

والوجه كثبان من الصحراء

منذ القبور الواقفه

دفعت ضرائب الهواء ..

وعوائد الزيتون غطت في انحسار العاصفه

كنا رماد المعركة

أمست ملا بسنا رمادها

كنا ديار الطير والضوء الحزين

وجماجمنا زادها

ولطالما افترشتني العينين ضوئها 

ولطالما

دانت سواعدنا وحوش البحر

وتكسرت في أوجنا سودائها

***

دارت دوائر من رتب 

ونقابة التجار فازت في انتخابات الغضب

والأمّ تستجدي رغيف الخبز كي يبتاعه أطفالها

عاد الرحيل حضارة العرب





السبت، 14 سبتمبر 2013

النشيد ما قبل الأخير



في لحننا الدموي بعد وردي 

يحكي ودائع مكة

سيارة الإسعاف والجرح المكيف

بعد من الظلال ..

يحكني في لحني الحزين

وسلال جدتيَ التي أوت إلى بطن الجبال..

بحجة الموت المزيف 

وشقائق لشقيقتي لعريسها في بزةٍ من طين


في ضجعة المدن الورقية والصباح

حبيبتي كانت تقطع حبة التفاح بالسكين

صدغي حبة التفاح ..

قلبي مثخنٌ بالأمنيات وحفنة الطحين


بعد من التاريخ والصفحات

والمطر اجتبي عكا..

... ولم تأوي المياه لبحرها في ذالك العام

ولنا شوارع تحت فرش الماء

والبعض من يافا بمرآة السماء..

لنا

.... ولم تأوي المياه لبحرها في ذالك العام


ولنا بعيد الحد خيمة

بعدما ان فجر الوريد من اختمار الوعد

ولنا قبيل الحد شرفة

عندما كنا نغمس تمرنا بالرعد

والحد يروي قصتي

ومسير جفرا والقبيلة

ومدينتي تركت مدينتي

وحقولنا لا تغفو

تروي يهوديا بحنجرتي

.... ولم تأوي المياه لبحرها في ذالك العام







الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

قطعة شمسية

"مقطع من قصيدة طويلة بعنوان الشمس وأخواتها والمشهد طفلة تنعى والدها"


- "أبتاه يا وجعي..

ودمعي في أكفّك ...لم يرد!!

أبتاه يا وجع الحضارة في أنيني

ذاك البريق بوجنتيك..

بريقُ فجري..

أي فجرٍ يجتبيني؟

أبتاه أنت هنا؟....

أجب رحماك...

أرحلت للأبد؟

رحماك ربّي

وأنا غدوت بلا أحدْ

وأنا غدوت هنا.. 

وما جدوى أنا؟

هل بان للأنهار أبحرُها

- ذاك الزبد

هل بان للغيمات أيّكتها

- ذاك الجليد

في الصبح تقبل من جديد ..

ومن جديد تلحّ في ذات السّؤال

"ماذا تريد أميرة الأقمار والجبال ؟"

وبكل ذاك العرش أصرخ لا أريد

أيّ الجبال يكونني؟

, لا لا أريد

قمرٌ!! ..

أنا,... لا لا أريد

أغفوْ على قمرٍ تدثّرني النّجوم

محمومةٌ أغفو ..

 غريبةٌ

بين الغبار بلا تخوم

محمومةٌ أغفو.. 

 على درجات قصري الموحشِ

أغفو أدثّر رعشتي..

أشياء جاءت من رحيلك دونما أسماء

في الغد تصبحُ الأرجاء يا ذاتي الوحيدة في دمكْ

طرقاً ..

دياراً ..

برتقالاً ..

عوسجاً ..

وبكلّ ما فيها من الدماء

لا شيء غير رطوبة الجوِّ الثقيل,

رتابة الفولاذ في تكوينها البشري

الوقتُ أصبح أكبر..

البِنت الصغيرة..

صِرتُ وحدي أكثر

أكلتنِيَ الظهيرة

وأنا المدينة حيثُ أنت هناك تسكن في جزيرة ..

شطآنها جفنايَ 

والأشجار تنبت من حروفٍ في جراحي ..

والنّسيم حريق أعوامي الصغيرة

أكلتني الظهيرة

وأنا الأميرة

لمدينةٍ من زنبقٍ وحناء


وأنا المدينة حيث أنت نهارها

أدمي المدينة

غاضت المدن النحيلة بالنهار.


وأنا المدينة حيث انت هناك شدوي ..

آه يا قمري الوحيد 

غاب النشيد

***

خضراء تزخر بالدماء..

ومليكها..

قد بان في كف السماء

وللأميرة المحزونة..

جرعة الماء

في طلة الفجر الدفينْ

لعروسهِ السّمراء جاء..

بِشارة التكوينْ

يمضي بلا جسدٍ يغني..

"وحدها الصّحراءُ تبقى دائما عذراء

تبقى دائما عذراء

دائما عذراء

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

موقف يساري


سنوات مضت ونحن أصدقاء نتبادل رسائل بالزعفران – معطرة - مشفرة نفهمها لدرجة نكرانها, طفلة تتمترس خلف براءتها وبلاهتي, وأنا أقف عاجزا أمام متاريسها, والمدينة على مرمى حجر, ويطالني الحجر, أقف مشدوها أمام أسوارها, وعجزي اللامتناهي عن الإختراق والصراحة التي لطالما خذلتني على مر سنواتي الخريفية, وأودت بي إلى مهالك القطبين,

الشمس تهوي علي بأسنانها وتأكل صدغي, وأغادر مقعدي الخشبي في المحطة وقد اتخذت قرارا خطيراً, بان أستوقف تلك الجنازة لأكون ذلك القتيل المسجى في سجلاتها, أقوم ولا يزال ظلي متوحد في المقعد, أقوم كأني قمت صدفة , أو كأني نسيت أن أظل جالسا....

"آن الأوان" خوارزمية تدور في رأسي, -كالعادة "تدفشني" إلى وادٍ سحيق -, امشي إليها بكلام يختلف عن كل مرة أقابلها فيها, يتبعني ظلي يشدني يتعثر بي يقع مجندلا بنوبة قلبية, -اكتملت دائرة أخرى من دوائر التناحة - أسمل عينيه وأغطيه بصحيفة الدستور وأتابع المسير...

على بوابة المحطة التقينا واندمجنا كالعادة نحو اليسار

- كيفك ؟

- تمام .... كيفك؟

- تمام

- نمشي؟

- نمشي

باستثناء توفير أجرة التكسي, ها أنا ذا أكسب وقتا لأدلج الريح في جوف الظهر, علّ وجنتيها تتفتق نسيما نحياه معاً, فننطلق وتنطلق خصلة شعرها الملتصقة بقارة آسيا ...

ها انا أتسلق عمودي الفكري اللانهائي لأعثر على لغة تكسر الديالكتيك اللذي يجمعنا, ألج ألى قعر المحيط انا وهي مكتسين بأردية هلامية كالجليد, "رسائلي للشمس تعود دون أن تمس ورسائلي للأرض تُردّ دون أن تفض", انها بقربي تتحدث بلكنةٍ يسارية وبصوت ذو طبقة برجوازية رفيعة وعفوية شعوبية ذات نسق انثوي اهز رأسي وانا لست هنا, 
أشحن ذاتي ما استطعت من النسق الشعوبي لألج فيها مرة اخرى واخرج خالي اليدين, كأني كنت غيري أتبادل الأماكن معي, ها نحن نعبر الطريق ألى الرصيف الأخير ويعبرنا الأسى, يشطرنا مزقا من البشر, امشي أسمعها واهز رأسي في عملية دائرية ذات طرد مركزي لا تتوقف....

من ذلك الحين وأنا أهز رأسي......






الأحد، 1 سبتمبر 2013

نجمة



كنجمةٍ وتسربلت

عند الصباح

ساعاتها تنمو

ومات بأوجها

جسدٌ تراخى في الهواء

من جوفها قالت تعال

وزفرةٌ من نار

قيد العين يا حبيبة

يأتيك في الوادي غبار

ماذا تفيد العاشقين مزارع الزيتون

ماذا عساها تنشد النجمات في وضح النهار

بين الغصون ...

عيناك ملئهما شعاع الشمس

قد فقدت وضوح الأمس

وكنجمةٍ ضاعت إلى الأبد

عيناك في جسدي ولا ترى أحد

لم يبقى لنا شيءٌ هنا

آلامك الغضى ذرتها الرياح

وكنجمةٍ وتسربلت

عند الصباح





عم صباحاً أيها القلب



عم صباحاً أيها القلب

غيمة تمضي و أخرى سوف تأتي

كلما مر السحاب امتلأت بالماء كفي

دونما غيثٌ ولا قطرندى...

كلما ناديتك ارتد على أعقابه صوتي

دونما شيئ ولا رجع صدى

ليلةٌ تمضي وشمسٌ سوف تأتي


قبل عشرين نجمةٍ  لم أزل أذكر موتي...













الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

تداخل

عندما تعبر غيمة بالكاد لها ظل

يمتلئ قلبي بالماء والسمك

لتغضب الحاشية

ويبكي عندما يراني عالم الفلك

ويحدوني الأمل

والأجساد الرطبة

تموت لكي ينبت العشب الأخضر من أحشائها

والجذوع اليانعة والبراعم

لكي تحيا الماشية


ماعاد سكان في الجبل

هجرت مقابرنا المرقّمة

طقطقْ أصابعك المقلمة

قشٌ بجرف المرحلة

وانعم بعرش المزبلة


***

ويحدوني الأمل

دمشق في مهب الجحيم

وأنا بقبو التفاصيل

وثغركِ في مهبّ القبل

***

خيل بوجهي تبعدُ تبعدُ

ثم تقتربْ

مكرٍ مفرٍ مدبرٍ

:- كذبٌ كذبْ

قل الشعر كما يجبْ

: - خيلٌ بردفِ الأمس تبعدُ تبعدُ

لا تقتربْ

وأول النهار 

كنشرة الأخبار

سمى المخيم يا دمشق

صار فيروزا على السياج

ذوت الحضارة في حريق

لا تعليق

جنديٌ أحرق القاهرة

وتعاظمت مدن الحضارة العابرة

مدن الفضائيات 


 ألف صاروخٍ في عين النهار .

وهذا آخر الأخبار

خبرٌ زيادة :-

قذيفة أخرى

لا ضيْر 

سقط العدا

تصبحون على خيرْ

ألقاكم غدا.....






***

الأربعاء، 14 أغسطس 2013

مكابرة



قالت أتذكر الجبل

وثورة المقل 

والطير لملمت شذا أجسادنا المتشابكة 

أدرت وجهي للسماء برهةً

وقلت ...

 أذكر العصافير معلقاتٍ على أسلاكها الشائكة.



قالت أتذكر الجدار والساقية

وأفرع اللوز عند المقبرة 

لما رمقتني بنظرةٍ مبعثره

عصرت ذقني برهةً

وقلت ...

أذكر الفتاة الباكية

عند ضريح والدها

خاف شعاع الظهر من لعنة الساقية 

اذكر أنني تهت في العقارب الخائفة 

ناديتني في غمرتي

فرأيتني في النظرة الآنفة.



قالت أتذكر الرسالة الضائعة

أقسمت يومها بان تنظم لي قصيدةً عاجية

رأيتك المحارب 

ورأيت نفسي البندقية

ازحت عيني يمنةً لبرهة

وقلت ....

أذكر الجند والطريق

ورسالتي المخملية

ورسم أميَ العتيق

بين يدي الجنود 

اذكر كيف صار ت الانفاس في صدري ...

حريقٌ يتلوه حريق

ولم اعد أرى سوى البندقية.



قالت أتذكر الزيارة الأخيرة 

لما أتيت للمدينة الصماء 

يوم جلست في يديك ملح الظهيرة 

ثم تركت لي الحديث واستمعت بكبرياء

اتذكر القصر الذي شيدته برجاُ من غناء

كيف صار ردماً بكاء

أتذكر الرحيل وقلبك المفزوع.


.. قلت أجل 

اذكر دربي في الرجوع 

عند متاريس المدينه

رأيت مركباتٍ تقطرني

زوجا فزوجا من شموع

أذكر ان جنديةً من الحاجز

أخلت سبيلي عندما 

قارنت التصوير بالوجه 

ولم تجد في الصورة الرسمية

طحالبَ من دموع.


......




ثائر جبر, دفاتر 2010

الاثنين، 12 أغسطس 2013

لونا والقمر





لونا فتاة من بلادي,

في مدني المتربة

زوبعةٌ من أسئلة

تعشق السفر

لكنها لا تبرح حجرتها

تدنو الى شباكها تنتظر القمر

ذات ليلة صيف

حبلت لونا بضوء لقمر

لم يخالجها الخوف

لكن أمها ارتعدت

خوفا من التكرار في التجربة

فسقطت الحقيقة المتعبة

وبقعةٌ من طيف

حزنت لونا وهرب القمر

زوبعةٌ من خريف


فرحت لونا بدخول الجامعه

بين رفوف المكتبة

حملت بالعلم

وتصاويرها المقصبة

وعند الركض على الحواجز

ضاعت الخطيئة

وورقة الاجوبة


بعد سنتين

عادت الى حجرتها المخملية

واغتصبت على الطريقة الحنبلية

فأنجبت زهرتين

زوبعةٌ من شتاء

كانت تدير قدرها

شعرت بوخزِ في زندها

فاستشارت طبيب

قال لها, نزلة بردْ

ولم يزدْ

وفي المساء تناولت حبة الدواء

واستسلمت لنومها

وفي الصباح ناداها زوجها

ظلت بصمتها

- لونا

ظلت بصمتها

- لونا

ازداد صمتها

جس كفها

فاستبان موتها

ماتت لونا 

وانشق القمر........


الأحد، 24 فبراير 2013

ماء وملح - صوتية






منْ يَحمل الشمسَ التي تغفوْ بثغْريْ 

يأخذُ النخلاتَ عن كفّي ... 

انا الرحيلُ..ومنْ يلفُّ الأرض بيْ 

أنا البَقاءُ.... ومن هنا لي؟ 

جئتُ الحَنين إلى حَناجركمْ... 

مترجّلا عن أيكة الأحلامِ والرصد 

مترجلا قطعاً من الفخار .. 

في كفي أساطيرُ النهار 

أعشقكمْ 

قطعاً 

وأعشقكمْ كما لو كنت بينكمُ هنا .. 

شيئاً كما لو كنت أنا 

أعشقكمْ .. 

قطعاً تموت من الجسد 

وأراوح الخطوات بين الموت والأبد 

طوبىْ لكمْ, أنا لم أمتْ, 

فلتسْتمرّوا في حواركم 

خيطُ أنا بين الحياةِ وبينكم. 

أرمي بهذا الجسم تحت عيونكمْ 

وأُسائل النيرانَ عن أنفاسكمْ 

قيدٌ يلف ولم يطوقْ غضبتي 

عظمٌ أنا وقد ارتديت سكوتكم 

تهتز دنياكم وأبقى ساكناً في غيبتي 

ويبان عظمي تحت جلدكم 

أستصرخ الموتى بموتي يا دمي التعبْ 

هل تسمعوا صوتي أجبْ 

ذبح الفلسطينيُّ في وضح النهار كما يجبْ 

تعالى يا جسدي الفلسطينيُّ .. 

يا جسدي الهزيلْ. 

كذلك الزّيتون مِثْلكَ لا يَليقُ بأنْ يَكونَ قَتيلْ 





تستصرخ الأمم ..!! 

وتموت كي تحيا الهمم 

"تقدموا تقدموا" 

طلّ الجحيم واقتربْ 

وازداد صمتهمُ 

وصار الوجهُ أبيض واغتربْ 

خيطُ العناكبِ في الكتبْ 

نفرَ الحمامُ عن النحورْ 

وكلما نهضتْ أجازوا حَرفها 

وكلما ناديتُ باسمكِ .. 

دمي انسكبْ 

اللهُ أكبرُ يا عربْ 

اللهُ أكبرُ يا عربْ 

*** 





"تقدّموا تقدّموا" 

لا سامعٌ فيها ولاهم يحزنونْ 

قفْ حيثُ أنت فإنّهم يتقهْقرون 

عاشتْ لنا أعلامُنا 

مغروسةٌ في نحرِنا 

عاشتْ لكمْ جولاتُكم 

بين المطارِ وجوعِنا 

بين البنادقِ والخطاب 

من الجحيمِ إلى العِتاب 

تستعذبون الصحْوَ في طعمِ المَمَاتْ 

المجدُ للحياةْ 

طوبىْ لمنْ سقطواْ 

تَحويْ المزابلُ كلَّ منْ سَكَتواْ 




أمضيْ إليكَ عِظام سجنٍ من سوادْ 

يا موطنيْ 

قربانُ عينيكَ العنادْ 

دمي مراقٌ في الغُيومِ وليْتَنيْ 

أحيا لثانيةٍ لأرجعَ من جديدْ 

مطراً لأروي أرضكَ العطشىْ شهيدْ 

- أنا الذي مُؤجلٌ منْ مولديْ للنّارْ- 

خلقتُ في رحمِ الحِصارْ 

وموْلِديْ منْ جَوفِهِ انفِجارْ 

سنحطِّمُ الأسوارْ 

أمسكْ مدارْ الأرضْ 

واجعلْ منك جمراً في العتومِ يفضْ 

لا مجدَ تحت شمسهِ 

سوىَ مجْدُ أبناء الحياة 

فكنْ شُعاعاً يلهبِ الجسدَ المُسجى حينَ لمسه 

هي ساعةٌ يا موطني 

عهديْ بمثلكَ واقفٌ لا تنحنيْ 

واعلوْ هياكُلنا لمرْقاكَ العَرينْ 

ستظلُّ يَا ابنَ أبيكَ زنْداً لا يلينْ 

أمسكْ مدارَ الأرضِ .. 

أفلتْ كلَّ مرعوبٍ مدارهْ 

هي ساعةٌ يا موطنيْ 

هي ساعةٌ وتزلْزِلُ الأرضْ 

إن أبرقتْ عيْنيكَ في عيْني شَرارهْ 


















:::::


ثائر جبر

الخميس، 21 فبراير 2013

من قصيدة الفلسطيني والريح



بداياتٌ من العوسج
وأفلاكٌ تجاري الريح كي تأكل القمر
من الطرف العنيد المتسامي بالنعاس
من الريح ومن دخان الخبز
من الزيتون في باب الإله
انا والريح جئنا...
من حريق القصة
من الصبح النّدي والحزن في جدرانك المدماة
بلون الهمس بين القادة الملقاة
في طوق الحصار اسمعيني
وغطي جرحنا بالنجمات
لكي أرجع كالريح
أنا والرّيح لحن الذهاب واحدٌ
ولحن ا لعائدينا
فغني لي "على دلعونا "

لكي أزعج غيما عابراً في فوّهات السّماء ...
اسمعيني

لقد كنت مع الجند
أنا والجند و الملائكه
وطال الليل واللحظة
وغنى مدفعٌ آخر
على أوتارنا الشائكة :-
تهادى أيّها الجنديّ كي تنام
مثل أيّ شيءٍ نام
وارحل أيها الحمام ..
مثل أيّ شيءٍ يرحل
كفيروز الدخان الهادئ
طفلٌ خائفٌ بين يدي أمّه
نمت الآن والجند نيام
أنا والرّيح لحن الذّهاب واحدٌ
ولحن العائدينا
فغني لي "على دلعونا"

الاثنين، 18 فبراير 2013

قلت للونا


تحت المطر العصبي 

وقنابل عصرٍ منسي 

كنت أناديك من قلب العتمة 

مخنوقاً بحروفٍ من سطرٍ عربي 

من غرف عبيد السفن الكبرى 

مكلوماً كنت أناديكِ 

في الصحراء الغرقى في بحر النفط 

وردائي الخيمة 

مكسوراً كبقية أسنان المشط 

كنت أنادي لونا المحزونة 

 مجنونا ...كنت أنادي غيمة 

من بين حناجر مدفونة كخناجر في صدري 

لا ألمس صوتي 

وأناديكِ كي أبرأ من صمتي 

مجنونا... كنت اناديك وأناد الله 

تلثمني الريح ولا تأتي 

*** 

مالت في جلستها وقالت 

- وكان الوقت غروب 

وكانت مثلي, لكن من وطنٍ منهوب 

مثلي تشرب من كأس الغربة 

وكان القمر المخروم يتواطأ معنا - 

وابتلعتْ من جرحي جمرة 

وقالت 

صار الموت بلا معنى 

رحل الأعراب من الصحراء إلى وجه الله 

صارت طيبة في كل بلاد الشام 

وبلاد الشام جحيمٌ يبكي طيبة 

وطيبة تحتفل العام الحالي بغسيل الكعبة 

كنت أراويها عن جدي الإقطاعي قبل النكبة 

عن حلم غناه أيام صباه 

ليموت بأحضان أميرته العذبة 

وأراويها عن ميتته العادية.. 

بعد النكبة, 

كالكلبِ يجرّ العربة 

كانت رائحة القهوة تجمعنا 

وارتشفت من دمّي قبلة 

وقالت 

صار الموت بلا معنى 

كتب الأعراب عن الأرقام 

اخترعوا أصفاري 

فارس تبحث عن رائحة الدم المعصوم 

روما رحلت, 

سكنت في الرعد المحموم 

وكنت أراويها عن بنتٍ تثوي بجواري 

وأنا لا أعزف قيثاري 

هُدِمتْ فوقي داري 

وأنا لا أعزف ناري 

يلدغنا الرعدُ بجوف الصحراء 

ينسكب النيل مصب دماء 

وأنا مغتربٌ بين اللونين 

الأزرق والأزرق 

وفراتي ثغر غناء 

قبل وجه الشمس, 

أضاع الشفتين 



نجلس ونجوم الليل تجالسنا 

والمخبر من خلف الحجرة يسمعنا 

سقط الفنجان لقاع العصر 

نشبت في صدري أظافرها وقالت 

صار الموت بلا معنى 



*** 



كل الكلمات على ثغري تكسوها لحظة موت 

كل دوائر عشقي النارية 

صارت خلفي سنوات شمسية 

وأنا مفقوء العينين أطوف بدائرة الصمت 

أسكن علب صفيحٍ منسية 

كل جيوش الإفطار الرمضانية
تقصفني 

وتدك الخيمة 

كي تلعق جرحي فئران السفن الكبرى 

وأنا أغفو موبوءا بالحب 

لأعاود في عينيك حربا أخرى 

تتراكم في أفقي غيمة 

لا تمطر لكن ينفثإ القلب 

أغفو موبوءا بالجسد المثقب 

لأعاود في عينيك حربا أخرى 

يصحبني البوليس لأعرف جثماني 

أنكر ذاتي وأغافل ضباط الشرطة 

لأعاود في عينيك حربا أخرى 

يا صوتي المبحوح 

أغفو بغيابي

يا ربة أنفاسي الحرى 

أني موجودٌ في أفقٍ مرصود 

على بوابة كهفي شعبٌ مذبوح 

صلي ثانية لأعود 

بل سأعود 

لأخوض بعينيك ملحمة أخرى 


:::
:::
ثائر جبر