الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

تداخل

عندما تعبر غيمة بالكاد لها ظل

يمتلئ قلبي بالماء والسمك

لتغضب الحاشية

ويبكي عندما يراني عالم الفلك

ويحدوني الأمل

والأجساد الرطبة

تموت لكي ينبت العشب الأخضر من أحشائها

والجذوع اليانعة والبراعم

لكي تحيا الماشية


ماعاد سكان في الجبل

هجرت مقابرنا المرقّمة

طقطقْ أصابعك المقلمة

قشٌ بجرف المرحلة

وانعم بعرش المزبلة


***

ويحدوني الأمل

دمشق في مهب الجحيم

وأنا بقبو التفاصيل

وثغركِ في مهبّ القبل

***

خيل بوجهي تبعدُ تبعدُ

ثم تقتربْ

مكرٍ مفرٍ مدبرٍ

:- كذبٌ كذبْ

قل الشعر كما يجبْ

: - خيلٌ بردفِ الأمس تبعدُ تبعدُ

لا تقتربْ

وأول النهار 

كنشرة الأخبار

سمى المخيم يا دمشق

صار فيروزا على السياج

ذوت الحضارة في حريق

لا تعليق

جنديٌ أحرق القاهرة

وتعاظمت مدن الحضارة العابرة

مدن الفضائيات 


 ألف صاروخٍ في عين النهار .

وهذا آخر الأخبار

خبرٌ زيادة :-

قذيفة أخرى

لا ضيْر 

سقط العدا

تصبحون على خيرْ

ألقاكم غدا.....






***

الأربعاء، 14 أغسطس 2013

مكابرة



قالت أتذكر الجبل

وثورة المقل 

والطير لملمت شذا أجسادنا المتشابكة 

أدرت وجهي للسماء برهةً

وقلت ...

 أذكر العصافير معلقاتٍ على أسلاكها الشائكة.



قالت أتذكر الجدار والساقية

وأفرع اللوز عند المقبرة 

لما رمقتني بنظرةٍ مبعثره

عصرت ذقني برهةً

وقلت ...

أذكر الفتاة الباكية

عند ضريح والدها

خاف شعاع الظهر من لعنة الساقية 

اذكر أنني تهت في العقارب الخائفة 

ناديتني في غمرتي

فرأيتني في النظرة الآنفة.



قالت أتذكر الرسالة الضائعة

أقسمت يومها بان تنظم لي قصيدةً عاجية

رأيتك المحارب 

ورأيت نفسي البندقية

ازحت عيني يمنةً لبرهة

وقلت ....

أذكر الجند والطريق

ورسالتي المخملية

ورسم أميَ العتيق

بين يدي الجنود 

اذكر كيف صار ت الانفاس في صدري ...

حريقٌ يتلوه حريق

ولم اعد أرى سوى البندقية.



قالت أتذكر الزيارة الأخيرة 

لما أتيت للمدينة الصماء 

يوم جلست في يديك ملح الظهيرة 

ثم تركت لي الحديث واستمعت بكبرياء

اتذكر القصر الذي شيدته برجاُ من غناء

كيف صار ردماً بكاء

أتذكر الرحيل وقلبك المفزوع.


.. قلت أجل 

اذكر دربي في الرجوع 

عند متاريس المدينه

رأيت مركباتٍ تقطرني

زوجا فزوجا من شموع

أذكر ان جنديةً من الحاجز

أخلت سبيلي عندما 

قارنت التصوير بالوجه 

ولم تجد في الصورة الرسمية

طحالبَ من دموع.


......




ثائر جبر, دفاتر 2010

الاثنين، 12 أغسطس 2013

لونا والقمر





لونا فتاة من بلادي,

في مدني المتربة

زوبعةٌ من أسئلة

تعشق السفر

لكنها لا تبرح حجرتها

تدنو الى شباكها تنتظر القمر

ذات ليلة صيف

حبلت لونا بضوء لقمر

لم يخالجها الخوف

لكن أمها ارتعدت

خوفا من التكرار في التجربة

فسقطت الحقيقة المتعبة

وبقعةٌ من طيف

حزنت لونا وهرب القمر

زوبعةٌ من خريف


فرحت لونا بدخول الجامعه

بين رفوف المكتبة

حملت بالعلم

وتصاويرها المقصبة

وعند الركض على الحواجز

ضاعت الخطيئة

وورقة الاجوبة


بعد سنتين

عادت الى حجرتها المخملية

واغتصبت على الطريقة الحنبلية

فأنجبت زهرتين

زوبعةٌ من شتاء

كانت تدير قدرها

شعرت بوخزِ في زندها

فاستشارت طبيب

قال لها, نزلة بردْ

ولم يزدْ

وفي المساء تناولت حبة الدواء

واستسلمت لنومها

وفي الصباح ناداها زوجها

ظلت بصمتها

- لونا

ظلت بصمتها

- لونا

ازداد صمتها

جس كفها

فاستبان موتها

ماتت لونا 

وانشق القمر........