السبت، 29 ديسمبر 2012

بلاغ عن جريمة قتل



في حجرةٍ نامت على راح الرمال الباهتة
بابٌ برعشة ريح نزفٍ خافته
كفٌ هوت في نغمةٍ فتفجّر اثنا عشر عينٍ صامته
عينان فاغرتان في الآفاق ....
شاخصتان في أشلاء سبع  رقاق 
كأنها قتلت بمدية ألف صياد
صدرٌ يبان عن ضفتين من النجيل وبركة الدم
قلبٌ بلا نبضٍ وأوردةٍ مقطوعةٍ بمناجل الحصاد
كرات أوراقٍ بعنق الفم
وخزات أقلام
نزفٌ من الأحلام
 فتى تناول كل موته ثم أطلق خيله في زفرةٍ من زيت
بحرٌ يلوذ من الظلام بالموت   
 ريحٌ ممددةٌ على حقل النخيل بلا حراك
في حجرةٍ جدرانها حمراء في جنباتها بقع الصراخ
 وبصمةٌ قانيةٌ لحمامةٍ مرت على الشباك

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

مقطع من قصيدة أخوة الشمس

مقطع من المزمور الثالث من قصيدة أخوة الشمس



لكنّكِ لا تعرفين
أن البحار كما الحرائق والصحاري...
ليس فيها غير ما تحكيه ريحُ الأرضْ
وجَسَدي تردّدهُ البحار وضفةٌ غرقى,..
وعاشقُ لا يكرّر عشقهُ, لكن سأبقى .

جئت من مدن الإله على جوادي..
 حاملاً لأميرة الموتى  الهدايا
أعطيتها جسداً, نبيذاً, والقصيدة ..
ألف عامٍ في الجبال ..
وبين جدرانٍ طوتْني في حجارتها .....
وبين خيولِ طوفانٍ من المطر الصّناعي..
ماتت الكلمات ما بعد الشفاه...
وعاشقٌ لا يصرخ العيش اثنتينِ..
أنا سأبقْى
أو جدي نبضاً لقلبي الملقى ..

طافت بِيَ الأمواج يا مُدن الإله
أنا الحجيج..
تركْتُ طيبةَ فاتِحا معنى الحياة..
أصيح يا أمي أعدّي لي صحافي والمدى
أدمتنِيَ الحراب
عاد الصّدى
هنا اتّحاد الغاز والنسيج
أصيح يا أمي أعدّي لي حصاني والكتاب
أدمانِيَ الظّمى
جاء الجواب
"فيزا" لشهرٍ في الخليج
............
........
.......
.....
....
***


ثائر جبر

الأحد، 23 ديسمبر 2012

قالت لي لونا




قالت لي لونا



لونا بنتٌ عاديه
ترقص في دائرةٍ منسيه
قالت لي لونا
في ليل شتاءٍ عصبية
يا ابن المنفى اهجر منفاك تعال
واسكن في قريتنا
واسكن في شعري في قلبي
في أوردتي الحنطية
يا ابن المنفى
شعري غزةْ
جسدي حيفاْ

وأنا صوتي عارٍ مثل الصّيف
لفظا يتهادي في كفّيك تعال ....
ولا تنظر للخلفْ

نغفو في حقلٍ من أقمار...
 نشّد سماء النّجم دثار
نسقي عالمنا الموبوء بقهري فولاذاً
نغرقُ بحراً في تيهٍ نحياه تعال ....
ندمّر جسراً ..
كي يعلق ثلج الصّمت بحلق الخوف
دنيانا ملأى - يحكمها القاتل - بالقتلى
ملأى بعروش الزّيف وبالثوار
تعال نكون اثنين من الثّوار
نسفح وجه المنفى
نملئ كتب التاريخ دمار
أدلفُ للغارِ وأختبئُ في جنح نهار
تدلف في ..
 شعري غزة
جسدي الضفّة

يا ابن المنفى
في عيني تغفو شمسٌ خضراء
أشعلها واعبدها وتعمّد بالنّار كما الفخار, ....
الخبز, القهوة, أوراق الأشجار..
الملأى بغنائي المجروح بأطراف الصحراء
إن تأتي تصبح كل بلاد الأرض نبيذ
والموت يصير غناء
إن تأتي نحكي لحقول اللّوز حكايتنا
وتحاكينا مرآة البحر بغفوتنا
وأموت تنام بقبري
 تغفو وأموت بحجرتك
نشوي وجه الشمس بضحكتنا
يا ابن المنفى
صمتك رطبٌ يخُنقني
يخنق نسمات السّهل تُداعب وجهي
تلْهوْ في
 شعْري غزّة
جَسَدي الضّفة

وأنا قلبي عارٍ مثل الموت
نبضاً يتهادي في جفنيك تعال
ولا تسرف في الصّمت
لا تسرف في الصّمت



ثائر جبر






الاثنين، 17 ديسمبر 2012

كلب


كلب


يجلس في الركن المترب
كلبٌ في سنّ الخمسين
يشرب قدحاً من بلور
يدميه ويشرب
في الليل المتعب
يقسم للنادل "اني لم اتناول غير الكأسين"
لم يقتنع النادل
وأدار "الكاميرا"
بانت خمس كؤوسٍ من نار
في جوف القلب
لم يقتنع الكلب
باغته الحارس بالضرب
أشبعه الحارس ضرباً
ورماه على طرف الليل
ليلٌ يستنشق غيم البول
في طرفٍ آخر
في سحبٍ فولاذية
 تقطرها خيلٌ في دوامة
عرباتٍ تطرق باب الأفق المبعد
ينزل منها  مَلَكُ المطر
يغسل بالصابون قمرْ
يخلعهُ عن لوحته السوداء
يترك في جيب الريح علامة
ملقىً في الشارع ينزف
ليل النجمات المجهد

--------

من مجموعة لونا/ ثائر جبر

الخميس، 19 أبريل 2012

من وحي العاصفه




توقف فجأة بعدما أضناه التعب ومزّق العطش شفتيه, تحامل على جسده المنهك, تلفت يمنةً ويسارا, فلم يجد قوافله والحواشي الآفله, نظر خلفه عله يكتشف أن ذلك الطوس كان محض حلم, لكنه ليس حلم, شيئا فشيئا أخذ الغبار الداكن بالاقتراب, أعاد الكرة عله يجد ربوة أو شقا في الأرض كي يختبأ من الزوبعة العملاقة, فلم يجد شيئا سوى الريح يركبها ولا ينجح, "لو أني أجد قافلتي لدخلت في هودج النساء أو لربضت بين المتاع أو ... , أي شيء" – قال لنفسه - , أدركه الصمت, التعب, العطش, جثا على ركبتيه, أثار نقعا, حمل جسده على ساعديه, لما لامست كفيه الرمال, نظر بطرف عينيه إلى العاصفة وتذكر, كيف كانت ضحكاته التي تشبه دحرجة "السناسل" في صالات القصر فيعود صداها, ليبتسم الجمع ببلاهة مطلقة, تذكر, كيف كانت العواصف تخشى كفيه فتمرق نسيما على وجنتيه, بعد أن تمشط ستائر القصر,.... تذكر, توالت كل المشاهد بين ناظريه وبين العاصفة, فجأة, سرت في جسده قشعريرة الوجود ...فاشتد ساعده وتسمر في مكانه ...صرخ " أنا ...." لم يكمل التهمته العاصفة.


قصة قصيرة جدا
 ثائر جبر

الأربعاء، 4 أبريل 2012

مذكرات حربية (1)


كتيبةٌ أخرى تغادر كهفها

خاضت معارك أخرى

استمر الليل  حتى قبل فجره  بلحظةٍ

ساعات طويلة ..ظل الجنود يحاربون

هُدِم الكهف وخافت الشمس

مات الجنود دون أن يخطوا رسائلهم

مات الجنود دون أن يقبلوا زوجاتهم

والحرب رقصات الشياطين

وجحافل الملائكة

قبل النهار بلحظةٍ  دارت رحاها

قبل النهار بلحظةٍ ألقت أوزارها

ما بين نار الزحف والفجر المقفى بالأبخرة

لا تتزاحم  في المكان الذاكرة

ولا جثامين الحمامات المسافرة

و الشمس عالقةٌ  بقرنين

ما بين عتم الكهف

وعتمة الأدخنة العابرة

****


ثائر جبر

الجمعة، 30 مارس 2012

ابتسامتةٌ "سمرا" فلسطينيةٌ

كفان في السماء
قيدان في الأسماء
وجهٌ يبان للحظةٍ في غرفة الأخبار...
 ابتسامتةُ "سمرا" فلسطينيةٌ
     تميمةٌ للمشهد
الاسم : مروان الزمن المنسيّْ
العمر: أسطول الثوار الأوحد
عشقٌ يعتق في معبد
جرسٌ من الرعد الرماديّ
ليعود غيمُ الهاربينْ
ويصير سقف السجن أمطاراٌ
والحقل في الجدران
منذ المغيب وأنت للنهار
وتحرق التاريخ كي تروي لنا الأشياء
منذ النهاروأنت للأزهار
والعاشقة السمراء تصرخ يا فتى طال الغياب..هناك ..
في الكينونة الخضراء
أريد أن ألقاك في عرش الضباب 
في قبة الغضب
فلتكسر الأسماء 
فلتبتسم عيناك
مروان أيناك؟
يا صاحبي رحماك
***
كفان في السماء
وأصابعٌ تكسو الزجاج ..
كي تصهر المحال
لن يبكِيَ المسدس
في حضرة الأبطال 
لن يأتِيَ الطوفان ..
في طيف الجبال
لن يغرق الزيتون في نوم القبيلة
 الجمع يهربون
في اللحظة العميلة
لا عاصم اليوم
إلا السفينة
الجمع يهربون
جابي الضرائب والقضاة 
والراقصة النحيلة
خيلُ المياهِ على بوابة المدينة
تلقف الحجارة
والمنارة السجينة
وعرائس الرّبطات 
ها هم يرتّلون سورة النجاة
في مسارح السفينة
وانت تتلو سورة الحياة 
في الصرخة الدّفينة
وقلبك الجريح انت والمسيح
تداعب الأجراس والقبة الحزينة
على بقايا الزمن 
فليسقط الطوفان والبحارة
فليسقط الفُلكِ المعبأ بالعفن
بعد العبارة :-
لا للعروش العائمه
والمجد للوطن
***


ثائر جبر